• صدور العدد الثاني من مجلة السلام للاقتصاد الإسلامي - التحميل من الموقع

من الفكرة إلى الرسالة المسار الثابت

من الفكرة إلى الرسالة المسار الثابت

        إن أيََََََّ مؤسسة تُبنى أسسها , أو مركز تُرفع قواعده , أو رمز ثقافي تشيد أركانه , إلا قد كان فكرة تجول في خلد صاحبه أو أصحابه أو المنظرين للحكومات والواضعين للسياسات , ثم تتولد عن تلك الفكرة أفكار وتصورات تحاول رسم السبل , ووضع الآليات الكفيلة بتحقيق مضمون الفكرة الأولى , وهنا يتشعب الأمر إلى روافد ثلاثة :

 

الرافد الأول : أن تعجز الآليات عن تحقيق مقصودها وتضيق السبل عن بلوغ أهدافها , إما لأسباب ذاتية أو خارجية , فتقعد الفكرة عن غايتها والاتصال برسالتها , ويكون مصيرها الإقبار في مهدها , ومرد هذا الأمرفي الغالب إلى ثلاثة عناصر :

1 – أن تكون الإمكانات غير قادرة للاستجابة للطموحات .

2 – أن تكون الرؤية التنظيرية مشاركة للخيال في بعض صوره مما يجعل الواقع يتنكر لها ويوليها ظهره .

3 – أن يتنازع أمر الزمام أهلها , فيتعطل سيرها ويسهل وأدها .

 

الرافد الثاني :  أن تجسد السياسات والنظريات واقعا قائما , وتثمر الآليات المتوقع منها , وتنجح الفكرة في الاتصال برسالتها إلا أنها لاتستقر عليها , ولا تتمسك بها في وجه الصعوبات والمتغيرات , بل سرعان ما تخلعها وتلبس غيرها , فالمبدأ عندها المنفعة .

 أما الهوية فهي شعار ليس له في النفس مستقر ولا في التفكير قرار .

 

الرافد الثالث : وهو يشارك الثاني في تجسيد السياسات والنظريات وإثمار الآليات واتصال الفكرة بالرسالة إلا أنها تكون راسخة في مبادئها , ثابتة في توجهها , متمسكة برسالتها , تشق طريقها بعزم وحزم , لاتثنيها عن غايتها المتغيرات , ولا تخرجها عن مسارها التحولات , ولا تدفعها عن مدار هويتها المنافع والمساومات , هدفها خدمة الأمة , وقناعتها أن حب الوطن من الإيمان , ونعني بالوطن هنا البلاد العربية والإسلامية قاطبة , وهي لا تدعي العصمة في مسارها ,فقد تخطىء التقدير, لكنها لاتقصد التدمير, ولا تفكر فيه ,

وعلى هذا المنوال نأمل أن نكون لأمتنا ووطننا . 

إضافة تعليق جديد

This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.