• صدور العدد الثاني من مجلة السلام للاقتصاد الإسلامي - التحميل من الموقع

مكتبة كلية الباقيات الصالحات: فيلور – تامل نادو - الهند

مكتبة كلية الباقيات الصالحات: فيلور – تامل نادو - الهند

 

تقع كلية الباقيات الصالحات في مدينة فيلور, التي تقع في شمال شرق ولاية تامل نادو, وتبعد بنحو 150 كلم عن عاصمة الولاية مدراس ( تشناي ), وتعتبر الكلية من أقدم الكليات الإسلامية بولاية تامل نادو, وقد أسسها العلامة الشيخ عبد الوهاب حضرت، الملقب بـشمس العلماء, وذلك سنة 1855م, ويُنسب إليها الطالب المتخرج فيها، فيقال له : (الباقوي).

وسبب تسمية الكلية بكلية بالباقيات الصالحات يرجع إلى عادة متبعة في كثير من مناطق الهند يفعلونها من باب التيمن والتبرك بالقرآن الكريم, وهي أنهم إذا أرادوا تسمية أمر مهم مثل المسجد أو المدرسة أو الكلية أو الجامعة التي تُدرس فيها العلوم الدينية, جاؤوا بالمصحف، ويقوم أحدهم – ويكون من العلماء - بفتح المصحف, وأول آية يقع عليها بصره هي التي يؤخذ منها اسم تلك المدرسة أو الجامعة أو ذلك المسجد, وهو ما قام به مؤسس الكلية الشيخ عبد الوهاب حضرت، الملقب بشمس العلماء، عندما أرادوا اختيار اسم للكلية, حيث قام بفتح المصحف وكانت أول آية وقع عليها بصره هي قوله تعالى ﭑ  ﭒ  ﭓ  ﭔ  ﭕﭖ  ﭗ  ﭘ   ﭙ  ﭚ   ﭛ  ﭜ  ﭝ  ﭞ  ( الكهف: ٤٦), فسميت بكلية الباقيات الصالحات!

وتوجد بالكلية مكتبة كبيرة تتكون من طابقين، وتعد من أحسن المكتبات تنظيما في ولاية تامل نادو، وهي مصنفة حسب الموضوعات، وتوجد بها خزانتان منفصلتان، خُصصت إحداهما للمخطوطات، والأخرى خُصصت لمؤلفات العلماء الذين تخرجوا في الكلية عبر العصور؛ سواء في ذلك المخطوط منها أو المطبوع، كما توجد لها فهارس بعناوين الكتب والمخطوطات الموجودة بها, إلا أن بعض المخطوطات قد عُثر عليه ضمن رفوف الكتب, وذلك من خلال فحص تلك الرفوف، وتتبع آثار المخطوطات بها, كما استُخرج عدد لا بأس به من المخطوطات من الخزانة التي خُصصت لمؤلفات العلماء الذين درسوا في الكلية عبر العصور, من يوم افتتاحها حتى زيارتنا لها، وكان ذلك في سنة 2005 م.   

إلا أن هناك ملاحظة مهمة ينبغي الإشارة إليها، وهي أنه يطلق في بلاد الهند وباكستان وما جاورهما من بلاد العجم على المخطوطات اسم: الكتب القلمية ؛ أي التي كتبت بالقلم.

أما حال المخطوطات الموجودة بها, فهي جيدة في أغلبها, وساعد على حفظها وجود نوع من الترميم اليدوي بمكتبة الكلية, حيث يُرمم كل مخطوط عند إصابته مباشرة, ولكنه عمل يبقى محدوداً جدًّا، وفي حدود الإمكانيات الضعيفة الموجودة هناك.

أما موضوعات المخطوطات الموجودة بها، فهي متنوعة بين العلوم الإسلامية واللغة العربية وعلم الفلك وغيرها من العلوم والفنون، وقد كُتبت باللغة العربية والفارسية والأردية، وتوجد من بينها نوادر، وخصوصاً تلك التي كتبها علماء الكلية القدماء، ولا تزال مخطوطة حتى الآن.

ويتجاوز عدد عناوين المخطوطات الموجودة بها (414) عنواناً, ويمكن لنا أن ننقل للباحث الكريم بعضاً من تلك العناوين, حتى نطلعه على عينة من تلك الذخائر، لعلها تكون حافزاً له، فيُهرع إلى تحقيق ما لم يُحقق منها :

  • تكميل الحجة في بيان السنة والبدعة، لعبد الرحمن مبين حافظ عبد القادر.
  • القول الجميل في بيان سواء السبيل، لولي الله بن شيخ عبد الرحيم.
  • ألطاف القدس في معرفة لطائف النفس، لعبد الرحيم العمري.
  • رسالة في رد بعض رسوم الجاهلية، للسندي المدني.
  • إسكندر نامه، لنظامي كنجوي .
  • فتح الخبير مما لا بد منه في علم التفسير، لولي الدين الدهلوي.
  • تاج المصادر، لمحمد بن حاجي سيد محيي الدين.
  • درج المعالي في شرح بدء الأمالي، لابن جماعة.
  • تقريرات الجامع للترمذي، لكمال الدين الموقر.
  • فن أصول الحديث ومعرفة طرق التحديث، لعبد العزيز الدهلوي.
  • شرح مقدمة عين العلم، لمحمد ارتضاء علي خان.
  • التحبير في علم التعبير، لحمزة بن محمد بن شعر الإنجي.
  • حسن النبأ في جواز التحفظ من الوبأ، لمحمد بيرم الثاني التونسي.

                         الدكتور عز الدين بن زغيبة

 

إضافة تعليق جديد

This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.