• صدور العدد الثاني من مجلة السلام للاقتصاد الإسلامي - التحميل من الموقع

خزائن المخطوطات الخاصة بولاية أدرار الجزائرية بين تشدد المالكين ورغبة الباحثين

خزائن المخطوطات الخاصة بولاية أدرار الجزائرية بين تشدد المالكين ورغبة الباحثين

       تقع ولاية أدرار في الجنوب الجزائري في عمق الصحراء, وتبعد عن الجزائر العاصمة بنحو 1600 كلم, تضم هذه الولاية بين أضلعها نحو سبعين مكتبة خاصة للمخطوطات, كتب الله الكريم لنا أن نطلع على بعضها وأن نلتقي بعض أعلامها, وذلك عند مشاركتنا في مؤتمر – إسهامات الجزائر في الحضارة العربية الإسلامية من خلال التراث المخطوط - وأكثر المناطق احتواء للمكتبات بالولاية, منطقة توات معقل العلامة المجاهد محمد المغيلي.

       وقد كشفت لنا معاينة بعض  المكتبات الحالة المزرية التي توجد عليها المخطوطات في هذه المنطقة, ولئن كان جو الصحراء يخلو منه عنصر الرطوبة المؤثر في المخطوطات فإن الزوابع الرملية الكثيرة,  والحرارة الشديدة وسوء طرق الحفظ و ضعف وسائله أو انعدامه لدى كثير من المالكين للمخطوطات, إضافة إلى الحشرات المختلفة التي وجدت في المخطوطات قوتا لها, كان لها جميعا أثر بالغ في صعوبة بقاء هذه المخطوطات وسلامتها من التلف والاندثار.

       أما طبيعة المخطوطات الموجودة بها فمعظمها يدور حول الفقه المالكي, والعقيدة الأشعرية,  وعلم التصوف وطرقه, واللغة العربية, والفلك وبعض الأشياء التي تتعلق بالمنطقة نفسها وغيرها, ويرجع عدد منها إلى مؤلفين من المنطقة نفسها, وعلى رأسهم العلامة المغيلي رحمه الله, ومن أشهر هذه المكتبات ما يأتي:

- المكتبة البكرية للحاج عبد الحق القاضي, كان رئيس مجلس الشورى بأدرار, لاتزال المكتبة ببيت القاضي الذي يقع في منطقة تمنطيط التي تبعد عن أدرار المدينة بنحو 62 كلم, ويوجد بالمكتبة نحو 2500 مخطوط, والذي تجدر الإشارة إليه هنا أنه يوجد بمنطقة تمنطيط عدد آخر من خزائن المخطوطات لكنها صغيرة يقدر عدد المخطوطات في كل واحد منها ما بين 100 و150 مخطوط, والبكريون الموجودون بالمنطقة يرجعون إلى عائلتين عائلة البكراوي وعائلة البكري .

- مكتبة الشيخ محمد باي باللعالم في زاوية مصعب بن عمير بمنطقة أولف وتبعد عن مدينة أدرار عاصمة الولاية بـ: 260 كلم ويوجد بها نحو 1500 مخطوط من بينها كتاب الغنية في الفقه.

- مكتبة الشيخ الحاج محمد باللكبير رحمه الله, وهو من أشهر رجال الجزائر وأعلامها كنت تشد إليه الرحال من الجزائر وخارجها,  تقع في مدينة أدرار في زاوية الشيخ رحمه الله, عدد المخطوطات بها 1500 مخطوط.

- مكتبة المطارفه لصاحبها محمد الطيب وقد توفي عليه رحمة الله سنة 1987 وتقع المكتبة, وتقع المكتبة ببلدية المطارفه دائرة وقروت, وعدد المخطوطات بها 600 مخطوط.

- مكتبة الحاج محمد باللوليد بقصر بوكان يوجد بها نحو 500 مخطوط وكانت مغلقة في وجه الباحثين ولم تفتح إلا بعد وفاته  سنة 2006.

- مكتبة الحاج حسن في أنزجمير تقع إلى الجنوب من مدينة أدرار بنحو 70 كلم, تضم المكتبة نحو 400 محطوط أغلبها في حالة يرثى لها.  

- مكتبة بني يلو لصاحبها محمد الجعفري بمنطقة بوده تبعد 25 كلم عن مدينة أدرار, عدد المخطوطات بها 240 مخطوط.

- مكتبة السليماني أحمد بأدرار المدينة, عدد المخطوطات بها 200 مخطوط.

- مكتبة الإمام المغيلي بزاوية كنته بقصر بوعلي, ويبعد عن أدرار 60 كلم, وقد انتقل عدد كبير من مخطوطاتها إلى الورثة ولم يبق منها إلا 150 مخطوط.

- مكتبة كوسام, لصاحبها شاري الطيب إمام مسجد كوسام تبعد عن مدينة أدرار بـ: 7 كلم ويوجد بها نحو 150 مخطوط.

وإلى جانب ما ذكرناه يوجد عدد آخر من المكتبات لكن المقال لا يتسع لذكرها جميعا.

إن تشدد أصحاب عدد من المكتبات في السماح للباحثين للاطلاع عليها أو تصوير ما يريدونه لأبحاثهم, وعدم السماح للذين يريدون ترميمها والحفاظ عليها, من الاقتراب منها جعل ضياعها بمرور الزمن أمرا أكيدا وبناء عليه قامت وزارة الثقافة الجزائرية ببناء مركز وطني للمخطوطات بمدينة أدرار, قصد إقناع أصحاب الخزائن بحفظ مخطوطاتهم بهذا المركز كل باسمه, أو الإتيان بها لترميمها وصيانتها وإرجاعها إليهم

لكن هل ستنجح الوزارة في مسعاها هذا؟

نسأل الله التوفيق للجميع لما فيه خير المخطوطات وتراثنا العربي الإسلامي العريق الذي يملأ خزائن العالم.      

   

الدكتور عزالدين بن زغيبة

  مجلة آفاق الثقافة التراث

         العدد 61

      

إضافة تعليق جديد

This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.