• صدور العدد الثاني من مجلة السلام للاقتصاد الإسلامي - التحميل من الموقع

التراث العربي المخطوط في العالم حقيقة العدد

التراث العربي المخطوط في العالم حقيقة العدد

        لقد تعددت التقديرات لعدد المخطوطات العربية والإسلامية في خزائن العالم بين أهل الاختصاص، ويرجع هذا التباين إلى طبيعة كل شخص، والمعطيات التي توافرت لديه عند قيامه بعملية التقدير؛ لأن ذلك يخضع لمدى تجربة الشخص في هذا الميدان واشتغاله بالتراث، وكذا سعة اطلاعه على خزائن المخطوطات العامة والخاصة في العالم الإسلامي وغيره، وأيضًا مدى احتكاكه بأهل الصنعة وذوي التجربة العميقة في هذا المجال، وفي نهاية الأمر أن كل ما تم التصريح به من أعداد لا يرقى إلى مرتبة الحقيقة العلمية، ولكن هي تخمينات وظنون مبنية على قرائن أحوال وأمارات عدها هؤلاء مرجعًا لهم ومؤشرًا في تقديراتهم.

        وأول من أطلق هذا التقدير الدكتور صالح الدين المنجد الذي قدر ما هو موجود من كتب خطية باللغة العربية مع نسخها المتعددة في مكتبات العالم في وقتنا هذا بنحو ثلاثة ملايين مخطوط، وعلق الدكتور عبد الجبار عبد الرحمن على هذا التقدير قائلاً: (يمكن أن نزن هذا التقدير للمخطوطات العربية في ضوء ما للمنجد من خبرة طويلة في هذا المجال، ومن كونه شغل وظيفة مدير معهد المخطوطات التابع لجامعة الدول العربية لمدة طويلة واطلاعه الواسع والمباشر على المخطوطات خلال رحلاته وتجواله في الأقطار العربية والإسلامية والأوروبية، بالإضافة إلى مكانته المعروفة بوصفه عالمًا حاضر وكتب وحقق ونشر الكثير من الكتب والمقالات حول موضوعات تتصل بالتراث العربي المخطوط.

        وقد قدره الدكتور سامي خلف الحمارنة بما يربو على المليونين، وقدرها عبد الله الجبوري بنحو ثلاثة ملايين ونصف المليون مخطوطة، وقد ذهب أحمد سعيدان أبعد من ذلك بكثير عندما قدرها ما بين ستة وسبعة ملايين مخطوطة ، وذهبت الدكتورة نبيلة عبد المنعم داود إلى تقديرها ما بين أربعة ملايين وخمسة ملايين مخطوطة ، وقد حددها زهير شاويش بمليوني مخطوطة (، أما مكرم محمد أحمد فردها إلى مليون مخطوطة .        

        وقد تحاشى بعض العلماء المهتمين بدراسة المخطوطات هذا الأمر ولم يخوضوا فيه مثل كارل بروكلمان وفؤاد سزكين وكوركيس عواد وهلموت ريتر.

                   لكن الذي نراه في هذا الموضوع ومن خلال تجربتنا المتواضعة، في مجال رقمنة المخطوطات وحفظها  من خلال مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي والتي مكنتنا من شد الرحال إلى دول كثيرة الاطلاع على مكتباتها العامة والخاصة، أن المسألة تحتاج لنوع من التفصيل؛ فإن كنا نقصد بالمخطوط العربي كل ما كتب بالحرف العربي ولو بغير اللغة العربية مثل المخطوطات الفارسية والعثمانية والأردية والتاتارية والمالاوية وغيرها، فإن العدد في هذه الحالة يقارب العشرة ملايين عنوان مخطوط، ولكن إذا تحدثنا عن المخطوطات العربية التي كتبت باللغة العربية فقط فإن العدد يدور حول خمسة ملايين عنوان مخطوط، فإن جولة لأي مهتم بهذا العلم والفن في كل من الهند وتركيا وأوزباكستان وروسيا وإيران ومصر والعراق واليمن وغيرها من الدول الإسلامية ناهيك عن الدول الغربية كافية للتأكد من هذه الحقيقة،  وقد يكتشف المرء ما هو أكبر من ذلك.

إضافة تعليق جديد

This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.