• صدور العدد الثاني من مجلة السلام للاقتصاد الإسلامي - التحميل من الموقع

السنة وحماية الوطن من خلال تأمين النشاط الاقتصادي للمجتمع

السنة وحماية الوطن من خلال تأمين النشاط الاقتصادي للمجتمع

تاريخ النشر
2020-06-25T23:43:29

تعد حماية الوطن من كل ما يؤدي إلى اختلال أمنه وانهيار اقتصاده وتفكك نسيج مجتمعه من آكد ضروريات الحياة وأعظمها خطرا, وبخاصة أمنه الاقتصادي منها، فهو ركنها الركين, وأسها المتين, وهو مطلب فطري, يسعى الناس لتحقيقه وإقامته أفراداً وجماعات وأمماً, لأن به تطمئن النفوس, وتنشط به الهمم, ويمكن فيه البريء, ويأنس فيه الضعيف.

وتتأكد هذه الحماية للوطن بتوفير الأمن لابنائه والمقيمن فيه لأنه إذا فقد الأمن حل محله الخوف الذي يقبض الناس عن مصالحهم, ويحجزهم عن تصرفهم, ويكفهم عن أسباب المواد التي بها قيام نفوسهم, وانتظام جمعهم, واستمرار حياتهم, فتضيق سبل معاشهم, وتسوء بذلك حالهم, مما يفضي إلى تبدل طبائعهم, فيكونون بذلك إلى الفتنة أقرب, وعن السلامة أبعد.

وتبلغ حماية الوطن تمامها عندما يستولي حبه على قلوب الناس فتصير نفوسهم رخيصة من أجل سلامته، فيبذلونها له وما يملكون دون تردد.

إلا أن الإنسان لا يدرك نعمة الأمن وقيمته التي يوفرها له وطنه إذا كان محميا من كل اعتداء خارجي أو فتنة داخلية إلا إذا مسه خوف أو فتنة انعدام الأمن, كما أنه لا يعرف قدر الصحة إلا إذا مسه المرض, لأن قدر أي نعمة مهما كانت طبيعتها لا تعرف إلا بمقاساة ضدها وفي هذا المعنى قال أبو تمام:

والحادثات وإن أصابك بؤسها     فهو الذي أنباك كيف نعيمها

ولما كان نماء الأموال وإصلاحها بالاتجار والاستثمار, وتنقلها بين الأمصار, ورواجها في الأسواق, مرهونا بمدى تحقق الأمن في تلك الأمصار والأسواق والطرق الموصلة إليها, كان الأمن شرطا أساسيا لنجاح أي نشاط اقتصادي, مهما كان نوعه, وعنصراً ضرورياً لازدهار البلدان وتطورها, فأصبح بذلك الأمن والاقتصاد أمرين متلازمين فلا تنمية اقتصادية بدون أمن, ولا أمن بدون رخاء اقتصادي.

وسنسعى في هذ البحث لاثبات هذا التلازم بين ( الأمن والاقتضاد)، من خلال نصوص السنة النبوية المطهرة

 

                              من يرغب في الحصول على البحث كاملا فإننا ندعوه بكل لطف وتقدير للتسجيل في الموقع  هنا

جزء من النص

إضافة تعليق جديد

This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.