• صدور العدد الثاني من مجلة السلام للاقتصاد الإسلامي - التحميل من الموقع

نحو فقه سديد لواقع أمتنا المعاصر

نحو فقه سديد لواقع أمتنا المعاصر

نص الكلمة التي ألقاها الدكتور عزالدين بن زغيبة في المائدة المستديرة التي أقيمة على هامش الندوة الدولية التي عقدت بمناسبة افتتاح مركز عبد المحسن بن جلوي رحمه الله بمدينة الشارقة بالإمارات العربية المتحدة  ه تحت عنوان "نحو فقه سديد لواقع أمتنا المعاصر" وذلك بتاريخ : 20 ـ 21 شعبان 1423هـ  - 26 – 27 أكتوبر 2002م, وقد كان هنوان الكلمة : الواجب عمله الآن، مع تحليل للمعوقات، وتقدير للإمكانيات، واستشراف للممكن من المستقبلات

إن الذي ينبغي أن يقوم به هذا المركز من خلال هذه الندوة التي تحمل عبأها وبادر إلى إقامتها هو البداية في العمل على إنجاز هذا الفقه وبناء هذا الواقع المنشود، وأتصور تلك البداية فيما يلي :

-    تحقيق المثل الأعلى الذي نهتدي به في عملنا ونستنير بنوره في بناء هذا الواقع المنشود، وبالنسبة لي يتمثل هذا المشروع في إعادة كتابة السيرة النبوية بالصورة الملائمة، فكل ما كتب عن السيرة النبوية، حتى التي حصلت على جائزة الملك فيصل، لم تسلم من الخلل، الحياة المدنية له تحدثت السيرة عن وضعها الاستثنائي ولم تتحدث عن الحياة العادية، هذا التناول جعل حياته صلى الله عليه وسلم كلها غزوات، من غزوة بدر، إلى غزوة أحد، إلى غزوة الخندق إلى غيرها من الغزوات، مع أنه بين بدر والخندق ست سنوات ضائعة لا نعرف عنها شيئا في السيرة، وكأن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء للحرب فقط، فنريد فريق بحث يملأ هذا الفراغ، بالاعتماد على التفاسير وعلى كتب السياسة الشرعية، وعلى كتب الحديث والسنة، نريده أن يقدم لنا سيرة ترسم حياة رسول الله اليومية لا الاستثنائية، لأن الحياة الاستثنائية المتمثلة في الحرب لسنا أهلا لها الآن نحن المغلوبون على أمرنا، فنحن محتاجين إلى هديه صلى الله عليه وسلم مع أصحابه، ومع أهله، ومع عشيرته، ومع كل من كان يتعامل معه، فهذا ما نحتاج إليه اليوم، فإنه سيكون بمثابة المنارة التي نستنير بها في بناء الواقع.

-    تأسيس المنهجية اعتمادا على المعقول والتجربة السابقة التي نسير بها في بناء هذا الواقع، ففقه النوازل الذي كان لمعالجة وقائع مختلفة عبر العصور أو في دول أو في أقاليم إسلامية مختلفة يحتاج منا إلى جمع على اختلاف المذاهب الأربعة، وإلى تحليل مع المدونات التي كتبت في هذا الصدد، وإلى دراسة للمنهجية المعتمدة، ثم إلى استنتاج للضوابط والآليات التي استعملت في تنزيل الأحكام الشرعية على الوقائع المتجددة، عسى أن نستفيد من تلك المنهجية وتلك الآليات في بناء واقعنا، مع مراعاة التنظير اللازم لذلك الآن.

-    استكمال الركن الذي نأوي إليه عند انعدام النص في استنباط الأحكام، وأريد بذلك استكمال بناء الفكر المقاصدي؛ فلا شك أن الكتابات في علم المقاصد حديثة، وأول من نادى بإحيائه الشيخ الطاهر بن عاشور، ثم توالت بعد ذلك الكتابات، لكن هناك جوانب كثيرة لم تستكمل بعد، فهناك من كتب في مقاصد الشريعة الخاصة في تصرفات المالية، وفي الأحوال الشخصية، لكن لم يكتب أحد في فقه السياسة الشرعية، ومقاصد السياسة الخاصة بالسياسة الشرعية، والعقود، والشهادات، والقضاء؛ فلنستكمل هذا البناء، وسيكون صالحا لنا نحن في بلاد الإسلام، وصالحا لإخواننا في الغرب.

-    تشييد المصدر الذي نستقي منه المعلومات والمعطيات وعن إخواننا في بلاد الغرب ومراكزهم وجمعياتهم، فلابد من إنشاء بنك للمعلومات يهتم بتتبع أخبار المراكز الإسلامية في الغرب والجمعيات الإسلامية وأحوالهم وما أصدروه، ويكون من ضمن عمله ترجمة الأعمال التي أنجزها علماء الغرب حول الإسلام، وتؤسس جماعة من العلماء تنتقد الدراسات التي تترجم، والتي تفيدنا نحن المسلمين في تحسين واقعنا ونستشف من خلالها نظرة الغير لنا.

-    إيجاد منبر نطلع من خلاله إخواننا في كل البقاع من المسلمين عما أنجز وعن الجزئيات الجديدة، فضروري أن يبادر المركز بإنشاء مجلة دورية شهرية أو فصلية، رصينة وقوية، يبلغ من خلالها الصوت والإنجازات التي تم للمركز قطعها أو لغيره من المراكز الأخرى في هذا المجال، وأن تكون مجلة محكمة، تقودها هيئة تحرير من العيار الثقيل، ولا يقبل فيها أي تلاعب.

 

الدكتور عزالدين بن زغيبة

 

إضافة تعليق جديد

This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.